سجل يا تاريخ المنصورة أصل حكاية التاريخ

سجل يا تاريخ المنصورة أصل حكاية التاريخ

متابعة - شادي المعداوي

النهارده يوم عجيب التاريخ بيقف قدامه طويلا

رغم ان اليوم ده بيهمنا جدا لكن احنا اخر ناس في العالم بنفكر فيه وهو يوم 8 فبراير.

 تخيل ان مجموعه من اقوى واشجع رجال الجيش الفرنسي والانجليزي والاوروبي جمع بعضهم وكان عددهم حوالي 600 فارس هم افضل عناصر الجيش الفرنسي اللي بلغ قوامه حوالي 80 الف جندي وظابط وقرروا ان هم يغزوا مدينه المنصوره ويقضوا عليها لان كان فيها جميع رجال الحكم المصري في هذا الزمن حاكم البلاد وكبار القوات وكبار رجال الجيش ومعنى القضاء على مدينه المنصوره الصغيره القضاء على مصر كلها القضاء على المنطقه العربيه كلها والقضاء على العالم الاسلامي كله.

المساله كانت سهله جدا وكل الظروف معاهم الجيش المصري اعداده قليله وضعيف ما عندوش تمويل القوات المصريه مشتته بين سوريا وفلسطين ومصر وما فيش حد في المنصوره غير اهاليها من الرجال والسيدات.

في اليوم ده في ساعه الفجريه دخل القائد الكبير ارتواه شقيق الملك لويس التاسع الى المنصوره ومعه رجاله دخل من البوابه ولم يجد اي مقاومه واخذ بعضه طلع على قصر الملك علشان خاطر يقضي عليها وعلى كل القواد.

 لو انت تعرف المنصوره كويس وتعرف سوق الخواجات هتعرف ان المنصوره زمان كانت هي سوق الخواجات ده بالشوارع الضيقه جدا بتاعته اللي لو مشي اكتر من شخصين جنب بعض في هذا الشارع يسدوه.

 كان ارتوا ورجاله راكبين خيول هي اضخم خيول في العالم واقوى خيول في العالم خيول جايه من اوروبا.

 دخلوا الحواري الضيقه بتاعه سوق الخواجات يا دوب حصان واحد وراكبه بيقدر يعدي من السوق لو ركب واحد حصان جنبه السوق بيقف.

 ارتوا ورجاله  كانوا فرحانين قوي ان ما فيش اي مقاومه للمصريين ولكن فجاه فوجئوا بسيول من المياه المغليه والزيوت المغليه تقع فوق رؤوسهم من على اسطح منازل المنصوره قامت سيدات المنصوره بالقائها.

حاولوا يهربوا وجدوا امامهم رجال المنصوره واقفين قدامهم بعصيان وسكاكين وحلل وقدور واي حاجه ممكن الانسان يدافع عن نفسه بيها وفعلا قدروا ان هم يخلصوا على القوات الفرنسيه اللي تجرات ودخلت المنصوره.

المعركه استمرت يوم كامل وفي اليوم الثاني المصريين اخذوا بعضهم وراحوا على معسكر الفرنسيين وكادوا يقتلون الملك لويس التاسع.

معركه المنصوره يوم 8 فبراير التي كان ابطالها هما المواطنين العاديين اللي زيك وزيي كانت لحظه فارقه في تاريخ العالم الاسلامي والعربي كله حتى اليوم فلو كان الفرنسيين استطاعوا احتلال المنصوره يومها لكنا اليوم مستعمره فرنسيه بامتياز  لا نتحدث بالعربيه ولا نديرن بالاسلام.

لان اللي حصل بعد كده ان قوات فرنسا انهارت وخلال ايام قبضنا على الملك لويس التاسع وشتتنا شمل اقوى جيش في العالم في اكبر واضخم معارك حصلت في التاريخ لاحتلال دوله ولم تنجح.

 تخيل يا محترم لاننا فاقدين الهويه وفاقدين لتاريخنا لم تاخذ هذه المعركه الاهتمام الكافي من المؤرخين عبر التاريخ الاسلامي بل ان الوحيدين الذين اهتموا بها وبذكرهم الاجانب واحنا نسيناها طوال 700 سنه لان ابطال المعركة دي كانوا المواطنون العاديون وليس كبار القواد اللي معاهم رجالتهم بيسجلوا لهم بطولاتهم.

 لحد ما جاء استاذ بجامعه المنصوره اسمه الدكتور شلبي الجعيدي وقال يا جماعه انتوا بتحتفلوا بالعيد القومي للمنصوره يوم 7 مايو ويوم سبعه مايو ده هو اليوم الذي تم تحرير الملك لويس التاسع من الاسري فيه فكيف نحتفل بعيدنا يوم تحرير عدونا من اسره؟

 وعرفنا عن طريقه ان في يوم عظيم يعتبر بامانه اهم يوم في تاريخ مصر هو يوم 8 فبراير واحداثه بالكامل في قلب مدينه المنصوره وقال لابد ان عيد المنصوره القومي يكون يوم 8 فبراير ده بل انه مفروض يكون عيد لمصر كلها مش المنصوره بس وبالفعل المحافظ العظيم فخر الدين خالد الذي كان يعشق التاريخ ويعشق المنصوره لانه من ابنائها قرر تغيير عيد الدقهليه القومي من 7 مايو الى 8 فبراير اللي هو النهارده.

 انت تعيش فوق ارض محافظه  اكبر من التاريخ مدينه لم تعرف الهزيمه طوال تاريخها لدي عشرات الحوادث التاريخيه التي حدثت على ارض المنصوره والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك انها مدينه لا تقهر الوحيد اللي قدر على المدينه وقهرها هم ابناءها نفسهم بتخريبها بالقمامه والزحام وكل السلوكيات السيئه.

 كل سنه ومصر دايما منصورة

 والمنصورة دائما منصورة